Hukum Operasi Plastik (1)

Operasi plastik atau operasi kecantikan baik di wajah atau di anggota badan yang lain merupakan fenomena zaman ini. Bagaimana hukumnya menurut syariah Islam? Dr. Al-Syubaily mengulas secara lengkap tidak saja tentang operasi kecantikan (cosmetic surgery) tapi juga berbagai bentuk berhias yang lain seperti obat / krim (cream) / kosmetik yang berfungsi untuk mempercantik wajah atau memutihkan kulit yang di Indonesia banyak dikenal dengan tanam bedak, tanam alis, tanam bibir, dll.
Operasi plastik atau operasi kecantikan baik di wajah atau di anggota badan yang lain merupakan fenomena zaman ini. Bagaimana hukumnya menurut syariah Islam? Dr. Al-Syubaily mengulas secara lengkap tidak saja tentang operasi kecantikan (cosmetic surgery) tapi juga berbagai bentuk berhias yang lain seperti obat / krim (cream) / kosmetik yang berfungsi untuk mempercantik wajah atau memutihkan kulit yang di Indonesia banyak dikenal dengan tanam bedak, tanam alis, tanam bibir, dll.

Nama kitab: Al-Amaliyat Al-Tajmiliyah fil Wajhi (Hukum Operasi Plastik di Wajah)
Penulis: Dr. Yusuf ibn Yusuf bin Abdullah Al-Shubaily

1. Operasi Plastik (1)
2. Operasi Plastik (2): Batasan Merubah Ciptaan Allah
3. Operasi Plastik (3): Batasan yang Boleh dalam Merubah Ciptaan Allah
4. Operasi Plastik (4): Batasan yang Halal dan Haram
5. Operasi Plastik (5): Praktik Operasi Kecantikan
6. Operasi Plastik (6): Mata, Hidung, Bibir


العمليات التجميلية في الوجه (1-2) الشيخ د. يوسف بن عبدالله الشبيلي

بسم الله الرحمن الرحي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد

فقد خلق الله الإنسان في أحسن خلقه، وجعل قوامه في أحسن هيئة، وركبه في أحسن صورة، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا. قال تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك} (الانفطار:6-8) وقال سبحانه: " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" (التين:4 ) وقال سبحانه : {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم}. (الملك: 22).

وأمر الباري الإنسان بالحفاظ على قوامه؛ لأنه الخالق والمبدع له، فهو مالكه، والمخلوق مؤتمن عليه، ليس له أن يغيره أو يتصرف فيه، إلا وفق ما يأذن له به ربه، بل ليس له أن يقصر في حفظه أو أن يهمله وإلا كان مفرطاً متعدياً، قال عليه الصلاة والسلام : " فإن لجسدك عليك حقا"[1] . بل لم يأذن الخالق المنعم للعبد أن يسخر هذا القوام إلا فيما يرضيه، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة -يعني العبد- من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد"[2].

الحث على التجمل وأخذ الزينة

من الغرائز التي فطرها الله في الإنسان حب التجمل والتزين، وقد راعى الشارع الحكيم هذه الغريزة ونماها، وأرشد المؤمنين إلى أن أجمل زينة يتجمل بها المرء هي تقوى الله عز وجل، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} (الأعراف: 31-32).

وقال صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جميل يحب الجمال"[3].
وحب التجمل عند المرأة أكثر منه عند الرجل، وحاجتها إليه أكثر؛ لأن جمالها من أبرز الصفات التي ترغب فيها، وتحببها إلى زوجها، وفي الحديث: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"[4]، أي أن الجمال أحد أبرز الصفات التي يلحظها الرجل في المرأة التي يريد أن يختارها لتكون شريكة حياته. ولهذا رخص للمرأة من الزينة والتجمل ما لم يرخص للرجل، فأبيح لها لبس الحرير، والتحلي بالذهب دون الرجل، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها"[5].

وحث الشارع الحكيم المرأة على التجمل لزوجها بالقدر المعتدل الذي ينسجم مع الفطرة، ويكون سبباً لدوام الألفة بينهما، بل ورتب لها الأجر على ذلك.

وهذه بعض النصوص التي فيها ترغيب للمرأة على التجمل وأخذ الزينة:

1-فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قيل: يا رسول الله، أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره"[6].

2- وأمر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالخضاب بالحناء ونحوه؛ لتتجمل به لزوجها، فعن ضمرة بن سعيد عن جدته عن امرأة من نسائهم -قال: وقد كانت صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "اختضبي تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل. قالت فما تركت الخضاب حتى لقيت الله عز وجل وإن كانت لتختضب وإنها لابنة ثمانين[7].

3-وعن عائشة -رضي الله عنها- أن هند بنت عتبة –رضي الله عنها- قالت: يا نبي الله بايعني قال: "لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع"[8].

4-وعن عائشة –رضي الله عنها- "قالت: كانت امرأة عثمان بن مظعون تتخضب وتتطيب، فتركته فدخلت علي، فقلت: أمشهد أم مغيب ؟ فقالت: مشهد، قالت: عثمان لا يريد الدنيا ولا يريد النساء، قالت عائشة: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فلقي عثمان فقال: يا عثمان تؤمن بما نؤمن به ؟ قال : نعم يا رسول الله، قال: فأسوة ما لك بنا" .رواه أحمد

5- وعن كريمة بنت همام قالت: "دخلت المسجد الحرام فأخلوه لعائشة فسألتها امرأة: ما تقولين يا أم المؤمنين في الحناء ؟ فقالت: كان حبيبي صلى الله عليه وسلم يعجبه لونه ويكره ريحه وليس بمحرم عليكن بين كل حيضتين أو عند كل حيضة". رواه أحمد.

تحريم تغيير خلق الله تعالى

وردت نصوص شرعية في الكتاب والسنة تحرم على الرجل والمرأة تغيير الخلقة التي خلقها الله تعالى، ولو كان الغرض من ذلك التجمل. وبين سبحانه وتعالى أن ذلك من إغواء الشيطان لأتباعه فقال: {إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً، لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضا، ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا} (النساء:117-119).

قال ابن سعدي –رحمه الله- في قول الله تعالى: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}: "هذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم والوشر والنمص والتفلج للحسن ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقة الرحمن وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمته واعتقاد أن ما يصنعونه بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، ويتناول أيضاً تغيير الخلقة الباطنة فإن الله تعالى خلق عباده حنفاء مفطورين على قبول الحق وإيثاره فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان"[9].

وجاءت السنة النبوية بالنهي عن أنواعٍ متعددة من الأعمال التي يقصد بها التجمل، وفيها تغيير لخلق الله تعالى، وفيما يلي بعض من تلك النصوص:

1-عن أسماء بنت أبي بكر قالت : "أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا، وإنه أصابها حصبة فتمرق شعرها أفأصله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله الواصلة والمستوصلة" متفق عليه.

2-وعن ابن عمر : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة". متفق عليه

3-وعن ابن مسعود أنه قال : "لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى، وقال: ما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم". متفق عليه

4-وعن معاوية "أنه قال , وتناول قصة من شعر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم". متفق عليه.

5-وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة أدخلت في شعرها من شعر غيرها فإنما تدخله زورا" رواه أحمد. وفي لفظ "أيما امرأة زادت في شعرها شعرا ليس منه , فإنه زور تزيد فيه" رواه النسائي ومعناه متفق عليه.

6-وعن ابن مسعود قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء". رواه أحمد

7-وعن عائشة قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة، والواشمة والموشومة، والواصلة والموصولة} . رواه أحمد .

8-وعن جابر: "زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة أن تصل شعرها بشيء}. رواه مسلم.
فتضمنت هذه النصوص النهي عن النمص، والوصل، والوشم، والتفليج، وتغيير خلق الله تعالى.

قال المجد ابن تيمية: " النامصة: ناتفة الشعر من الوجه. والواشرة: التي تشر الأسنان حتى تكون لها أشر: أي تحدد ورقة تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالحديثة السن. والواشمة : التي تغرز من اليد بإبرة ظهر الكف والمعصم، ثم تحشي بالكحل أو بالنؤور: وهو دخان الشحم حتى يخضر. والمتنمصة والمؤتشرة والمستوشمة: اللاتي يفعل بهن ذلك بإذنهن. وأما القاشرة والمقشورة، فقال أبو عبيد: نراه أراد هذه الغمرة التي يعالج بها النساء وجوههن حتى ينسحق أعلى الجلد ويبدو ما تحته من البشرة وهو شبيه بما جاء في النامصة"[10].

الهامش

[1]متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما-.

[2] رواه الترمذي

[3] متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-.

[4] متفق عليه من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-

[5] أخرجه أحمد والترمذي والنسائي من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه-، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

[6] أخرجه أحمد و النسائي

[7] أخرجه أحمد

[8] أخرجه أبوداود

[9] تفسير ابن سعدي ص209

[10] المنتقى من أخبار المصطفى 2/271
LihatTutupKomentar