Fatwa Salman Audah: Hukum Peringatan Ulang Tahun, Halal atau haram?

Fatwa Salman Audah: Hukum Peringatan Ulang Tahun, Halal atau haram? Syaikh Dr. Salman Audah adalah salah satu ulama Salafi Wahabi yang kelahiran dan warga negara Arab Saudi. Ia termasuk ulama moderat menurut standar Wahabi yang umumnya radikal dan kaku.
Fatwa Salman Audah: Hukum Peringatan Ulang Tahun, Halal atau haram? Menurut Dr. Salman Audah: hukumnya boleh dan tidak dianggap tasyabuh (menyerupai) orang kafir.
Syaikh Dr. Salman Audah adalah salah satu ulama Salafi Wahabi yang kelahiran dan warga negara Arab Saudi. Ia termasuk ulama moderat menurut standar Wahabi yang umumnya radikal dan kaku.


الاحتفال بعيد ميلاد

وردًّا على سؤال ، حول الاحتفال بعيد ميلاد الطفل ، أكَّد الشيخ سلمان أن الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي لا يحمِل أي بُعد عقائدي ، مشيرًا إلى أن الشريعة جاءت بالمنعِ مما له بُعد ديني ، لكن الأشياء الدنيوية والعادات فإن الأصل فيها الإذن ؛ إلا إذا اقترن بها تشبُّه بشعائر خاصة للكفار".

وقال فضيلته : إن الذي يَظهر لي أن هذه الاحتفالات الفردية كأن يجمع طفل أصدقاءه وذوي رحمه في احتفال ببراءة وعفوية لا تحمل أيَّ بعد عقائدي ، فإن الأصل فيها هو الإذن وليس المنع ، لافتًا إلى أن الأصل ـ وهو الحل ـ أقوى من الطارئ على الأصل، وهو الحرام ، موضحًا أن مثل هذا الاحتفال ليس تشبهًا ، فهو ليس من خصوصيات الأمم الكافرة ، وإنما هذا موجود الآن عند معظم شعوب العالم .



قدرٌ من الفسحة



وأردف الدكتور العودة : أنا أقول : إن ما يسمى بعيد الميلاد (الشخصي) كثيرون لا يسمونه عيداً، وبعضهم لا يلتزم أن يجعل الاحتفال في اليوم ذاته، فقد يكون قبله أو بعده ، فهو ليس شيئًا مشروعًا ولا مطلوبًا ولا على الناس أن يسعوا إليه ، لكن أن يكون عند الناس قدرٌ من الفسحة فيما لم يكن فيه نصٌّ من كتاب الله ولا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا إجماع أهل العلم على منعه .

وتابع فضيلته : أحد طلبة العلم اتصل بي في رمضان وقال إن الشيخ فلان وذكر واحدًا من كبار شيوخِنا ، يقول: كنت معه في الدرس وتحدث عن هذه المسألة تحديداً ، فسألوه ، فقال: هل هي أمر تعبديّ دينيّ ؟ إن لم يكن كذلك فيجوز، يقول من حدثني: بعد ذلك أحاط به طلابه، وقالوا : هذا تشبه ، وهذا يفتح بابًا وإلى آخرِه وبدأ بعضهم يذكر صورًا من أنماط الاحتفالات التي قد يكون فيها تجاوز ، وأن هذا يُفضِي إلى احتفالات الملوك والرؤساء ، فيقول في الجلسة القادمة قال : أنا كنت قلت كذا وأنا أرجع عن هذا القول ، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك أحيانًا نوع من الضغوط أو التخوفات.



تعايش إيجابي



وتعقيبًا على مداخلة ، تقول : إن الإنسان يعايش ميلادات جديدة في كل يوم ، قال الشيخ سلمان : لقد كان الحسن البصري -رحمه الله –يقول: " إن كل صباح ينشف فجره يقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود " ، مشيرًا إلى أنه :كم هو جميل أن نملأ صدورَنا بالتفاؤل وأن نعالجَ حالةَ الإحباط واليأس ، ونحن نستقبل عامًا جديدًا ، أو شهرًا جديدًا ، أو يومًا جديدًا بل نعيش لحظةً جديدة ، فلا نشغل أنفسنا بتعريف السعادة ماذا تعني ؟ وهل يمكن الحصول عليها؟ وهل السعادة شيء يجري في جيناتنا ؟ أو السعادة شيء يضاف إلينا مما حولنا أو السعادة إحساس ؟ إلى آخره.

وأضاف فضيلته : علينا أن نتعايش بإيجابية مع الأشياء البسيطة والصغيرة المحيطة بنا ، وبذلك يكون للحياة عندَنا أكثر من معنى ، لافتًا إلى أنه بدلًا من أن نتذكر دومًا وأبدًا الموت والرحيل وكأننا خُلقنا لنموت ، فعلينا أن نتذكر أننا خُلقنا لنعيش وأن خيركم « مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ » وأن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيرًا ، فلنتفاءل بأن تطول أعمارُنا ويعظم أثرُنا ولا نموت حتى نرى الكثير من أحلامنا وطموحاتنا تتحقق ، وقد كان العرب يقولون : " من سره بنوه ساءته نفسه " .

وتابع : هم يقصدون أنه إذا صار أولادُه شبابًا وممتازين ، فهذا يعني أنه بدأ يكبُر ويعجز ، وهذا المعنى ليس صحيحًا، ولا دقيقًا ، فيمكن أن يسرَّك بنوك وتسرك نفسك ويسرك عملك ولا تربط سعادتك بشقاوة الآخرين ، ولا بأن ترى خصومك أو أعداءك وهم يصرعون بل اربطها بمعنى أجمل وأعظم من ذلك كله .

ميلاد فكرة

وفيما يتعلق بميلاد الفكرة ، قال الشيخ سلمان : لقد كتب توفيق الحكيم مقالًا عنوانه : "ميلاد فكرة" قديمًا ، حيث ذكر أنه صحا من النوم وعنده فكرة تلحّ عليه ، وتقول له أريد أن أخرج وهو يجادلها ، وفي الليل والناس هجود ، فقال أبدأ بالطعام لأنه ليس معقولًا أن يذهب وليس عنده ورقٌ ولا قلم ، فبدأ يأكل الطعام فطارت الفكرة ! وهذا معنى رمزي .

وأضاف فضيلته : أن ميلاد الفكرة يشبه ميلاد الإنسان إلى حد بعيد ، فالفكرة تنبضُ مثل ما الجنين في بطن أمه ، وتشعر بتقلصات في المخ تلحّ عليها بالخروج وتريد أن تطردها من دائرة المخ ، فالأفكار كلها تولد تمامًا كما يولد الناس ، لكنْ هناك أفكار تولد وتموت في مهدها ، وهناك أفكار تولد وتعيش في يوم مثلما تعيش بعض البعوض والحشرات ، وهناك أفكار تعيش ربما لدورة من الدورات أو لسنة مثلما تعيش الموضة أحيانًا ، وأفكار تعيش مدى عمر صاحبها ، وأفكار تعيش لقرون طويلة ، فهناك من الأفكار التي نعيشها اليوم ظهرت من قرون طويلة وانتفع الناس بها إلى حد كبير .



الفكرة.. طفل صغير



وأوضح الدكتور العودة أنه يوجد هناك الشيء الكثير جدًّا من أوجه التشابه بين ميلاد الفكرة وميلاد الإنسان ، فالفكرة كالطفل الصغير ، في :

1 ـ الاحتضان: فالطفل لا بد أن تحتضنه أمه بعد وجوده وأن يكون بقربها لئلا تغلب عليه حالات الرعب والاكتئاب من العالم الذي ينتقل إليه ، وكذلك الفكرة .

2 ـ عدم الضجيج : فالفكرة تحتاج إلى عدم الضجيج ، وذلك مثل المولود الصغير الذي يحتاج إلى أن لا يكون حوله ضجيج ، كما أن بعض الأفكار إذا ولدت وصار حولها ضجيج ربما هذا الضجيج قتلها فلا مانع أن تنشأ الأفكار هادئة وتمشي لتأخذ حجمها الطبيعي .

3 ـ البعد عن الأضواء: فالطفل لا يحتاج إلى إضاءة كبيرة في أول حياته ، والأفكار لا تحتاج إلى أن تسلط عليها الأضواء ؛ لأنها لا زالت طرية تحتاج إلى وقت حتى تنضج .

4 ـ الصبر وتصحيح المسار : الفكرة ، مثل الطفل ، تحتاج إلى من يدافع عنها ويصبر عليها ويصححُها ويعالجها من بعض الأخطاء .

5 ـ التبنِّي : الفكرة تحتاج إلى من يتبناها لأنها فكرة نظرية تحتاج جهة أو مؤسسة أو حكومة أو مجموعة أفراد يتبنون هذه الفكرة ويتحمسون لها .

وأردف فضيلته إلى أن الفكرة قد يكون لها خصوم وأعداء ومحاربون ، وهذا هو الاختبار الحقيقي للفكرة ، فإذا كانت فكرة صحيحة فإنها سوف تتمرَّد على كل هذه الأشياء وتثبت حضورَها ، أما إذا كانت فكرة هشة أو ضعيفة فسوف تنهار ، فإذا كانت فكرة صحيحة ولكن عليها إضافات خاطئة فسوف تتم إزالة هذه الإضافات وتنمو هذه الفكرة .



الأفكار في الإسلام



وتساءل الشيخ سلمان : هل الأفكارُ في الإسلام مثل العبادات تماماً بحيث لا يجوز لأحد أن يقترح فكرة إلا أن يكون عليها نصٌّ شرعي أم أن الأفكار في الإسلام مثل أمور الحياة الأخرى من المعاملات والعادات لا تحتاج إلى نصٍّ شرعيّ يدل عليها ؟

وأجاب فضيلته : أعتقد أن الثاني هو الصحيح ، وبناءًا عليه فإنه يجب علينا أن ننشط ونحرّك وندعم ونشجع الأفكار الجديدة ولا نحتاج إلى أدلة ، فالإنسان الحصيف اللبيب العاقل سيجد على كل فكرة رشيدة شهودًا عدولًا من الكتاب والسنة وتعزيز ، لكن حتى لو لم نجدْ ، فإن أهم شيء هو أن هذه الفكرة لا تعارض كتابًا ولا سنَّةً ولا قطعيًا من قطعيات الدين ، فالأفكار اليوم يمكن أن تكون هي من أهم أسباب نشوء وتطور الحضارات .



ميلاد الحضارات



وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن الحضارات لم تولدْ عملاقة ، ولكن مرت بلحظات ميلاد ، قال الشيخ سلمان : إن الحضارات كانت أفكارًا ، كما أن إرادة وثقافة الحضارات هي قيادة ، مشيرًا إلى أنه كم هو مؤلم أن نكون في هذا الضعف والهوان ، وقد ولدت الحضارات عندنا ، فقد نشأت في بابل الحضارات البابلية السومرية في العراق قبل خمسة آلاف سنة.

وأضاف فضيلته : أن اليمن ـ بلد الحضارات ـ يعدّ الآن أكثر بلاد العالم تعرضًا لقتل المواليد وقتل الأمهات وسوء العناية والرعاية الصحية ، كذلك العراق بلد الحضارة والنفط ، وإفريقيا ، وأفغانستان ، والصومال التي ربما يحزنك أن ترى الأطفال يموتون وأكثر إيلامًا منه أن ترى الأمهات يمتْنَ أيضًا .

ميلاد طموح



وردًّا على سؤال حول : ميلاد طموح أو ميلاد مشروع، قال الشيخ سلمان : لقد كنتُ في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وشعرت بميلاد جديد عندما وقفت أمام قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزُرت المسجد النبوي ثم ألقيت السلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى أبي بكر وعمر ، فشعرتُ بميلاد جديد وأحسست بروح جديدة تسري في قلبي وتخيلت الحياة عادت من جديد لهذا المكان والذاهبون والآيبون بل حيث صليت على مقربة من القبر النبوي .

وأضاف فضيلته : لقد تذكرتُ أن هذا المكان الذي تصلي فيه يجوز أن يكون مرّ به أحد الصحابة أو وطأته قدم سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- أو أن جبريل ـ عليه السلام ـ مرَّ بهذا المكان ! فكم يعطي هذا من الإحساس خاصة الجو في المدينة وفي المسجد النبوي تسيطر عليه روح السكينة والهدوء كما قال الله -سبحانه وتعالى- : (لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ)(الحجرات: من الآية2) .

رابط
LihatTutupKomentar