Islam tapi bukan Muslim, Muslim tapi tidak Islam

Islam tapi bukan Muslim, Muslim tapi tidak Islam Muhammad Abduh (1849-1905 M), seorang ulama pembaharu asal Mesir, saat mengunjungi Eropa membuat komentar yang kontroversial: “Saya melihat di Eropa Islam tanpa umat muslim. Sedangkan di negeri kita, saya melihat umat muslim tanpa Islam.”
Islam tapi bukan Muslim, Muslim tapi tidak Islam
Islam Tanpa Muslim, Muslim tanpa Islam

Muhammad Abduh (1849-1905 M), seorang ulama pembaharu asal Mesir, saat mengunjungi Eropa membuat komentar yang kontroversial: “Saya melihat di Eropa Islam tanpa umat muslim. Sedangkan di negeri kita, saya melihat umat muslim tanpa Islam.” Menurut Hasan Al-Attar, perkataan Muhammad Abduh ini timbul setelah ia melihat secara langsung bahwa di negara-negara Eropa penduduknya saling menghormati satu sama lain, berinteraksi dengan amanah dan kejujuran, saling membantu apabila terjadi musibah yang menimpa tanpa melihat pada asal usul, bahasa, warna kulit dan agamanya orang yang ditolong. Dari sini, Abduh membandingkan akhlak umat Islam dan masyarakat Eropa. Ia menemukan bahwa bangsa Eropa yang Kristen berakhlak dengan akhlak Islam dalam gaya hidup, perilaku dan berinteraksi. Sedangkan umat Islam sangat jauh dari akhlak Islam. Ironisnya ucapan Muhammad Abduh ini masih relevan sampai hari ini.


إسلام بلا مسلمين ومسلمون بلا إسلام
حسن العطار

قال الشيخ محمد عبده عندما زار أوروبا قولا مشهورا لا يزال إلى يومنا هذا يردده الكثير من المسلمين : "رأيت في أوروبا إسلاما بلا مسلمين وفي بلدنا مسلمين بلا إسلام". وما دعى الشيخ إلى قوله هذا، هو أنه لفت نظره أن الناس في تلك البلدان يحترمون الآخرين، ويتعاملون معهم بأمانة وصدق، ويتعاطفون معهم إذا نزلت بهم نازلة أو حلت بهم كارثة ويحاولون مساعدتهم على تجاوزها، بغض النظر عن أصولهم وأديانهم ولغاتهم وألوانهم. أخذ الشيخ يفكر في هذا الموضوع، وعقد مقارنة سريعة بين أخلاق المسلمين وأخلاق الأوروبيين، فوجد ان الأوروبيين المسيحيين يتخلقون بأخلاق الإسلام في سلوكهم وأعمالهم ومعاملاتهم، على حين أن المسلمين بعيدون كل البعد عن أخلاق دينهم، فقال قولته المشهورة التي لا زالت كما هي حتى اليوم. ولكم بعض القصص الحقيقية كما رواها لي أصحابها التي تؤكد حسن أخلاقهم.

القصة الأولى:

في خضم التوتر والأحداث المتتالية التي خلفها حادث احتجاز الرهائن في مدينة سيدني الأسترالية في منتصف شهر ديسمبر من العالم المنصرم، وبعد ما ترددت الأنباء ان المسلح الذي يحتجز الرهائن في مقهى سيدني ربما يكون مسلما. لاحظت المواطنة الأسترالية "راشيل جاكوبس" ان المرأة المسلمة الجالسة الى جوارها في محطة القطار قد قامت بنزع حجابها بصمت، فطالبتها راشيل ان تبقي حجابها عليها قائلة: "أنا سوف أركب معك". وعند نزولهما في المحطة المطلوبة قامت المرأة المسلمة – كما توقعت راشيل – بنزع حجابها مرة ثانية في صمت وسارت في طريقها، فركضت راشيل وراءها في محطة القطار حتى وصلت اليها وقالت لها: "ضعيه مرة أخرى أنا سأمشي معك"، عندها بكت المرأة المسلمة وقامت بإحتضان راشيل لمدة دقيقة ثم انصرفت لوحدها. على ضوء هذه الحادثة انتشرت على الهاشتاغ حملة للتضامن مع المسلمين في جميع أنحاء أستراليا تحت عنوان “I will ride with you” أو "أنا سأركب معك" تهدف إلى إشعار المسلمين بأنهم في مأمن من ردود الأفعال المحتملة.

القصة الثانية:

حكى لي صديق عن إبنته التي كانت تواصل دراستها العليا في الطب في الولايات المتحدة قبل أحداث 11 سبتمبر 2011م، حيث كانت تشتري حاجياتها المعيشية من السوبر ماركت القريبة من مكان سكنها وكان يتم التعامل معها دائما بإحترام. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي أول زيارة لها لشراء بعض حاجياتها شعرت أن المسئولة في السوبر ماركت لم تعاملها بطريقة محترمة وكانت تنظر لها بريبة وشك. حز هذا التصرف في نفسها، وللتخفيف من حزنها أخبرت زميلتها الأمريكية بما حدث لها. قالت لها زميلتها الأمريكية هذا سلوك سيئ وتصرف غير قانوني وضد حقوق الإنسان، ولا بد من رفع شكوى ضدها عند الإدارة. قالت لزميلتها لا داعي لخلق مشكلة لها وأنا قد صفحت عنها. لم تقتنع الزميلة بذلك، وكتبت شكوى (نيابة عنها) ضد المسئولة وسلمتها مباشرة لإدارة السوبر ماركت. بعد أيام قليلة إختفت تلك المسئولة من السوبر ماركت ولم تعد تراها.

القصة الثالثة:

حدثت إلى كاتب هذه السطور، خلال زيارتي للولايات المتحدة عام 1984م، أي قبل 30 سنة بالتمام والكمال. القصة تحتوي على ثلاثة مواقف:

الأول: طلبت من موظفة الفندق المسئولة أن تحجز لي تذكرة في أحد مسارح برود واي (Broad Way) في مدينة نيو يورك، وفي المساء ذهبت وأستلمت التذكرة من عند موظفة الإستقبال وطلبت منها أن تطلب لي سيارة أجرة لتوصيلي إلى المسرح. قالت: سيدي، المسرح ليس بعيدا من هنا وبإمكانك الذهاب سيرا على الأقدام، المسافة لا تتعدى السير لمدة 10 دقائق. في الواقع أنا كنت خائفا أن أمشي لوحدي ليلا، ولكني كنت محرجا أن اعترف لها بذلك. خرجت من بهو الفندق وطلبت من البواب أن يطلب لي سيارة الأجرة، وعندما وصلت سألني السائق عن العنوان فلما أعطيته إياه، قال لي: سيدي، لا يستحق أن تستقل سيارة أجرة، إذهب سيرا على الأقدام فالمسرح على بعد 10 دقائق من هنا، واشار إلى الطريق الذي يؤدي إلى منطقة المسارح. وقع في يدي، ليس هناك خيارا غير السير على الأقدام، كان الطريق سهلا والوقت لم يتعدى العشر دقائق.

الثاني: كنت مسافرا من نيو يورك إلى واشنطن (العاصمة)، وبعد إقلاع الطائرة بدقائق قامت إحدى المضيفات بالمرور على المسافرين للتأكد من صحة تذاكرهم. ولما جاء دوري وأعطيتها تذكرتي، رأيتها تدقق فيها ثم سالتني: سيدي، من أين إشتريت هذه التذكرة؟ قلت لها من وكيل الشركة في البحرين، هل من مشكلة؟ قالت نعم، لقد أخذوا منك مبلغا أكثر من السعر الحقيقي. قلت لها وما بإمكاني أن أفعل الآن، حلالا عليهم. قالت لا، أعطني عنوانك، سوف نتكفل نحن بهذا الموضوع مع شركة الطيران ليرجعوا لك الفرق. أعطيتها العنوان بعد أن شكرتها، وبعد حوالي أسبوعين إستلمت شيكا بالمبلغ من الشركة.

الثالث: دخلت مطعما في مدينة هنو لولو بجزيرة هاواي لتناول الغداء، ولما جاءت النادلة تسألني عن طلبي، قلت لها أريد سلطة ثم الوجبة الرئيسية. قالت لي سيدي: هذا كثير عليك، لن تستطيع أكل واحد منهم كاملا عوضا عن الإثنين، إختر أحدهما. نظرت لها بإستغراب وأنا لا أكاد أصدق أذني، قلت في نفسي سأطلب السلطة لأتأكد من صدقها، قلت لها أعطيني السلطة. لما احضرت صحن السلطة الكبير والمملوء، أكلت حتى شبعت وبقي حوالي الثلث. بعدها طلبت الفاتورة، جاءت النادلة وسلمتني الفاتورة، ولما رأت صحن السلطة لا زال به حوالي الثلث، إبتسمت وقالت سيدي: هل كنت على حق؟ قلت لها وأنا أسترجع الموقفين السابقين: أنتم دائما على حق.

أليس الصدق والأمانة والتعاطف مع الناس في وقت الشدائد والمحن من مكارم الأخلاق التي حض عليها الإسلام؟ قولوا لي إذا بربكم:

هل حدث أن ذهب أحدكم إلى مطعم سواء في بلده أو أي بلد عربي أو إسلامي لوحده أو مع عائلته أو مع أصدقاءه، وبعد أن قدمتم طلبكم بأنواع الطعام الذي ترغبون فيه، قال لكم النادل ناصحا: سيداتي وسادتي، أعتقد أنكم طلبتم أكثر من حاجتكم، لما لا تعيدون النظر في طلبكم؟ طبعا هذا لم يحدث ولن يحدث.

هل حدث أن طلب أحد منكم من سائق أجرة - في بلد عربي أو إسلامي غير بلده - أن يوصله إلى مكان ما، فنصحه السائق بالذهاب سيرا على الأقدام لأن المكان المطلوب قريب جدا.؟ أبدا، كل ما يفعله سائق الأجرة هو أن يدور بك في شوارع المدينة لمدة هو يقررها حسب المبلغ الذي يريد أخذه منك، ثم يوصلك إلى المكان القريب المطلوب. وبعد فترة قصيرة من إقامتك في المدينة تكتشف أن ذاك المكان كان قريبا من مكان سكنك.

كم من مرة حدثت زلازل وأعاصير وفيضانات في بلدان غير إسلامية، قتلت المئات من البشر، وشردت الآخرين، ودمرت منازلهم وأملاكهم. هل سمعتم من خطباء المساجد يوم الجمعة من دعى الله – جلت قدرته وعلا شأنه – أن يرحم الموتى منهم، ويخفف المصائب والمصاعب على الأحياء منهم؟ أبدا، هؤلاء البشر - في نظر أكثر خطبائنا إن لم يكن كلهم - لا يجوز الترحم عليهم لأنهم غير مسلمين، وان ما حدث لهم هو عقاب من الله بسبب كفرهم وكثرة معاصيهم. كم من العمال الأجانب وخدم المنازل ( الحلقة الضعيفة) الذين يعملون في بلداننا، يتعرضون إلى الإساءة بشكل يومي أمام أعيننا، ولا نفعل شيئا لحمايتهم.

بعد هذا ألا يحق لنا أن نتساءل: هل تنطبق علينا الآية الكريمة: "كنتم خير أمة اخرجت للناس". ليس عيبا أن نتعلم أخلاق الإسلام من غير المسلمين، فأخلاق الإسلام هي الأخلاق التي جاءت بها كل الأديان السماوية للبشرية جمعاء.

من أقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه): إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. ويقول كذلك: إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. ومن أقوال الإمام علي (عليه السلام): قل الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك.

المصدر
LihatTutupKomentar