Derajat Ikhlas menurut Ulama Tasawuf Sufi

Derajat Ikhlas menurut Ulama Tasawuf Sufi
Derajat Ikhlas menurut Ulama Tasawuf Sufi


قال ابن عجيبة رحمه الله تعالى:

(الإخلاص على ثلاث درجات: إخلاص العوام والخواص وخواص الخواص.

فإخلاص العوام:
هو إخراج الخلق من معاملة الحق مع طلب الحظوظ الدنيوية والأخروية
كحفظ البدن والمال وسعة الرزق والقصور والحور.

وإخلاص الخواص:
طلب الحظوظ الأخروية دون الدنيوية.

وإخلاص خواص الخواص:
إخراج الحظوظ بالكلية، فعبادتهم تحقيق العبودية

والقيامُ بوظائف الربوبية محبة وشوقاً إلى رؤيته، كما قال ابن الفارض:
ليس سؤْلي من الجنان نعيماً غيرَ أني أحبها لأراكا

وقالت رابعة العدوية :

كلهم يعبدون من خوفِ نارٍ ويروْن النجاة حظاً جزيلاً
أو بأنْ يسكنوا الجنان فيضحوا في رياضٍ ويشربوا السلسبيلا
ليس لي في الجنان والنارِ رأيٌ أنا لا أبتغي بِحِبِّي بديلا

وقال: والحاصل لا يمكن الخروج من النفس والتخلصُ من دقائق الرياء من غير شيخ أبداً. والله تعالى أعلم)
[“إيقاظ الهمم في شرح الحكم” ج1/ص25 - 26].

وأسمى مقاصد الصوفية أن يرتقوا بإخلاصهم إلى أرفع الدرجات
ويعبدوا الله مبتغين وجهه دون أن يقصدوا ثواباً:
فما مقصودهم جنات عَدْنٍ ولا الحورُ الحسانُ ولا الخيامُ
سوى نظرِ الجليل وذا مُناهم وهذا مقصد القوم الكرامُ

كما قالت رابعة: ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك،
وإنما عبدتك لذاتك. فلو لم يكن ثَمَّة ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار،
لَمَا تأخروا عن عبادتهم ولما انثنوا عن طاعاتهم لأنهم يعبدون الله لله،
ولأن أعمالهم تصدر عن قلب عَمَّرَه حبُّ الله وحده، وطلبُ قربه ورضوانه،
بعد أن أدركوا نعمه وآلاءه، وذاقوا بِرَّه وإحسانه.

وليس معنى هذا أنهم لا يحبون دخول الجنة، ولا يرغبون في البعد عن النار
- كما فهم بعض الحمقى من أعداء التصوف –
[فإن بعضهم أخذ يندد بكلام رابعة العدوية، واتهمها بأنها فقدت الرغبة والرهبة.
وهذا جهل ومغالطة فإنها لم تخرج عن حدود الرغبة والرهبة،
ولكنها سَمَتْ بهما وارتفعت، فكانت رغبتها في رضاء الله وقربه وحبه،
ورهبتها من غضبه وبعده، فكلما عظم إيمان المرء ازدادت رهبته وسمَت رغبته،
وكم كانت رابعة كثيرة البكاء والخوف والنحيب؟!]
فهم يكرهون النار ويخافونها لأنها مظهر سخط الله وغضبه ونقمته،
ويحبون الجنة ويطلبونها لأنها مظهر حب الله ورضاه وقربه،

كما قالت آسية زوجة فرعون: {ربِّ ابنِ لي عندكَ بيتاً في الجَنَّةِ} [التحريم: 11].
فهي قد طلبت العِنْدية والقُرب قبل أن تطلب الجنة، طلبت الجوار قبل الدار.
وما حُبُّ الديارِ شَغَفْنَ قَلبي ولكن حب من سكن الديارا

ولم تكن رغبتها في الجنة إلا لنوال الحب والقرب والرضا منه تعالى.
وهكذا عندما ترتفع همة العبد وتسمو غاياته يَتَرَفَّع عن ملاحظة لذائذه البدنية ومنافعه الشخصية،
سواء كانت دنيوية أم أخروية، ويبغي في جميع عباداته الحب والقرب، والتحقق بالعبودية الخالصة،
فعلى قدر همة العبد يكون مطلبه.

ولا نقصد من هذا أن الذي يبغي من طاعاته وعباداته النعيم الأخروي والتمتع بلذائذ الجنة،
أو الخلاصَ من عذاب النار، أنه منحرف ضال، ولا ندَّعي أنه محروم من وعد الله؛
بل هو مؤمن طائع صالح، إلا أن مرتبته أدنى من مرتبة أولئك الذين سمت نياتهم،
وارتفعت هممهم في إخلاصهم لربهم.
LihatTutupKomentar