Pengalamanku Bersama Wahabi, Hizbut Tahrir, Ikhwanul Muslimun

Pengalamanku Bersama Wahabi, Hizbut Tahrir, Ikhwanul Muslimun
Pengalamanku Bersama Wahabi, Hizbut Tahrir, Ikhwanul Muslimun
Pengalamanku Bersama Wahabi Salafi, Hizbut Tahrir, Ikhwanul Muslimun

تجربتي مع السلفيين وحزب التحرير والإخوان
خالص جلبي

أذكر جيدا تلك الواقعة من الاصطدام بالتيار السلفي المتشدد قبل سفري إلى ألمانيا للتخصص الطبي، في مناقشة دامت عشر ساعات، كان بجانبي يومها أيضا تلميذ الأستاذ جودت سعيد رقم واحد أستاذ الرياضيات المميز (بكري النحاس)، وكان في الطرف المقابل من مجموعة السلفيين رجل فاضل هو من أشد تلامذة الشيخ ناصر الدين الألباني تشددا.

والسؤال على ماذا دار النقاش؟

طرحت يومها سؤالا حيويا خطيرا ومحددا؟ لماذا تقدم الغرب وليس عنده الكتاب والسنة، وتأخر المسلمون وعندهم الكتاب والسنة؟

دام النقاش عشر ساعات في عدة جلسات، وتم تسجيل المناظرة حتى لايحصل تحريف في النقل. وكانت النتيجة صفرا؛ إن لم تكن بآثار نفسية سلبية، ونقلت تفاصيل المناقشة للشيخ الألباني، الذي كنا في نظره من المنحرفين عن عقيدة أهل السنة والجماعة.

تقريبا نفس الشيء حصل معي في الأردن حين دعيت إلى منتدى (سجى) حيث تم النقاش حول المفاهيم الإسلامية في الجهاد والتغلب والحكم، وقدمت بعضا مما كتبت إلى دار نشر في عمان عندما رأيت حماسة صاحب الدار للافكار، وكان خطأ وعجلة مني.

جاءتني المخطوطة مردودة علي لاحقا يقول فيها الرجل أنني استشهدت بالآية والحديث ولكنني لست على مذهب أهل السنة والجماعة؟ هنا أدركت كما يقول ابن تيمية ان كلا منا له قرآنه وسنته.

في سجن الحلبوني عام 1973م التقيت بفريق من تنظيم الإخوان المسلمين (مجموعة فاروق البطل من حلب) حيث كان النقاش أفضل، وكان يشبه تتبع أغصان الشجرة، لنصل إلى الثمرة في النهاية، وسجلت تلك النقاشات واستطعت تهريبها من السجن بكتابتها على (ورق السجائر) وتخبئتها في اطراف الملابس المتسخة الذاهبة للغسيل، وكانت الحالة أفضل من أيام بشار البراميلي؛ فكانت زوجتي تتسلم الملابس المتسخة وتأتينا بالنظيف.

بعد خروجي من محبسي كتبت كتابي (في النقد الذاتي ـ ضرورة النقد الذاتي للحركات الإسلامية) الذي نشر عام 1982م ومن استفاد منه كانوا هم المغاربة، حيث انتبه (بنكيران والباها وآخرين من الحركة الإسلامية) إلى أهمية الإفكار الواردة فيه (هو رئيس الحكومة الحالية في المغرب) فدرسوه بعناية وتأمل بالغين إلى المئات من شباب الحركة؛ فنجوا من المذبحة الشامية (حتى الآن؟) وأصبحت حركتهم تعمل بشكل استراتيجي على منهج العلم والسلم، وهو خيار عبقري في نظري تشهد له النتائج.

ولعل أصعب نقاش هو مع صنفين من الإسلاميين جدا متناقضين؛ هما السلفيون وحزب التحرير الإسلامي الذي يرفع شعار الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية، كما هو في شعار (داعش) الذي ظهر للوجود في صيف عام 2013م، وهو موجود في كتب الفقه منذ ألف عام.

يظن الكثير أن داعش شذوذ على المدرسة الفقهية التقليدية ولكن حسب ماجاء من مجموعة (يتفكرون) نقلا عن المدعو أبو حفص المغربي (عبد الوهاب رفيقي) المعتقل في سجن سلا في المغرب، والذي يعتبر من أبرز الوجوه السلفية؛ فإنه يصرح بأن تنظيم الدولة الاسلامية هو دولة شرعية حسب المنظومة الفقهية، التي يستند إليها أهل السنة والجماعة (كذا؟) ومضى الرجل أكثر وهو يدافع عن قضيته، وأنه بريء من الإرهاب الذي لفق له بعد أحداث 13 نوفمبر في باريس (مسرح كاتابلان حيث قتل 128 من جنسيات شتى منهم تونسيتان) بأن قضية التكفير حكم وأمره إلى الله، ولذا يجب (تجريم) من ينطق بمثل هذه الفتاوى في التكفير واستباحة دماء الناس.

قال الرجل أنه وبعد سنوات من الاطلاع على الفتاوى والمراجع التقليدية التي كتبت حول التكفير أن الدولة لو أصدرت قانونا يجرم التكفير لكانت محقة في ذلك، لأن التكفير حكم والأحكام أمرها إلى الله عز وجل، وليس من مسؤولية أحد أن يكفر فلانا أو يضع له حكما. وحين يبحث الرجل عن جذور هذا الاتجاه الخطير والدموي فهو يكتشف بكل بساطة ـ كما جاء في نشرة يتفكرون ـ (أن ذلك لم يأت من فراغ بل شجعت عليه بعض كتب وأدبيات الفقه الإسلامي، مشيرا إلى مسؤولية الدعوة النجدية، في إشارة إلى ما يعرف إعلامياً بالدعوة الوهابية، في التشجيع على التكفير) والخطير في الموضوع كما جاء في التقرير أنه أمر لاتمارسه الدولة بل ينقض عليه الأفراد فيشهرونه سلاحا مرعبا في وجه من يخالفهم.

وينقل عن الرجل المدعو أبو حفص أمر في غاية الأهمية والخطورة انه (ما من شيء يفعله تنظيم الدولة الاسلامية إلا وله تأصيل في الفقه الإسلامي، واضاف أن كل منظومة داعش موجودة في الفقه الإسلامي وفي كتب الدعوة النجدية).

ويخلص الرجل إلى خلاصة هامة أنه (لو أردنا مناظرة أي داعشي وجعلنا كتب الفقه حكما بيننا فإنه بالتأكيد سوف يهزمنا، لذلك يجب انتقاد المنظومة الفقهية التي تعتمدها داعش، بدل الاكتفاء باستنكار ما تفعله داعش).

وهنا نأتي على نقطة هامة أتذكرها جيدا من منتدى سجى في عمان حين قرأت لسليم العوا المفكر المصري المعروف كتابه في موضوع حرية الرأي وحكم الردة أنه أشار إلى فكرة التغلب، وهي فكرة قديمة أيدها أيضا ابن خلدون في مقدمته عن شرعية الحاكم أنه وحقنا للدماء ـ وهي قد سفكت مع بناء الدولة؟ ـ أنه من يتغلب بالعصبة يحق له أن يحكم؟ وهو أمر مازال تعيش عليه العديد من أنظمة العالم العربي فتحكم الناس بالقوة والسلاح والمخابرات والبراميل المتفجرة والغازات السامة، كما فعل النظام البعثي في سوريا بشعاره المشهور الأسد أو نحرق البلد، وقد كذب في كل شيء وصدق في هذا.

وأما خرافة (الخلافة الإسلامية) والدولة الإسلامية التي خرجت مثل التنين في صورة الوحش داعش؛ فهي شجرة تخرج من أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين، ولذا كان المدعو أبو حفص صادقا حين قال: (أن تنظيم الدولة الاسلامية هو دولة شرعية حسب المنظومة الفقهية التي يستند إليها أهل السنة والجماعة، والتي تقوم أدبياتها على شرعية الدولة المتغلبة، مبرزاً أن الذين يستنكرون على داعش استباحة الدماء يجب أن يعلموا أنه لم تقم دولة إسلامية إلا على سفك الدماء والجماجم، كما هو الشأن بالنسبة لدولة بني العباس وبني أمية، التي قتل أمراؤها الآلاف، وفي الأخير بايعهم الفقهاء باعتبارهم متغلبين وأمراً واقعا).

وحين نسمع عن عمليات القتل الأقصى الذي يقوم به التنظيم في حرق الناس على قيد الحياة ـ تأمل سورة البروج بحرق المؤمنين على يد من عجزوا عن مقارعة الحجة بالحجة ـ يقول (أبو حفص) أن داعش حينما أحرقت الطيار الأردني اعتمدت على إحدى فتاوى ابن تيمية ولم يكذبوا عليه، وداعش لا تكذب على الفقهاء، وما تعتمد عليه موجود في كتب الفقهاء وأدبياتهم، لذلك لا بد من انتقاد هذه الأدبيات.

المصدر
LihatTutupKomentar