Maksud Hadits: Hidupkan dan Matikan Aku dalam Kemiskinan

Maksud Hadits: Hidupkan dan Matikan Aku dalam Kemiskinan اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
Maksud Hadits: Hidupkan dan Matikan Aku dalam Kemiskinan
Maksud Hadits: Hidupkan dan Matikan Aku dalam Kemiskinan

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . رواه الترمذي (2352) ورواه ابن ماجه (4126) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/75) :

" فأمَّا الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( اللهم أحيني مسكيناً . . . الحديث ) فإنَّه حديث ضعيف ، لا يثبت من جهة إسناده ، لأن فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرَّهاويّ وهو ضعيف جداً ، والله أعلم .

وقد رواه التّرمذيّ من وجه آخر عن أنس . . . ثم قال : هذا حديث غريب .

قلت (ابن كثير) : وفي إسناده ضعف ، وفي متنه نكارة ، والله أعلم " انتهى .

وَقَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّلْخِيصِ" (3/109) بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ :

" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَاسْتَغْرَبَهُ , وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ . وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا , وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ " انتهى .

وفي "لسان العرب" (13/216) :

" وأَصل المسكين في اللغة الخاضع ، وأَصل الفقير المحتاج .

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أَحْيِني مِسْكيناً ) أَراد به التواضع والإِخْبات ، وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين . أي : خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر ، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج " انتهى .

ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/109) عن البيهقي أنه قال عن هذا الحديث :

" وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْقِلَّةِ , وَإِنَّمَا سَأَلَ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الإِخْبَاتِ وَالتَّوَاضُعِ " انتهى .

فقد جاء في تحفة الأحوذي قوله: (اللهم أحيني مسكينا) قيل هو من المسكنة وهي الذلة والافتقار، فأراد صلى الله عليه وسلم بذلك إظهار تواضعه وافتقاره إلى ربه إرشادا لأمته إلى استشعار التواضع والاحتراز عن الكبر والنخوة، وأراد بذلك التنبيه على علو درجات المساكين وقربهم من الله تعالى قاله الطيبي رحمه الله. (واحشرني في زمرة المساكين) أي اجمعني في جماعتهم بمعنى اجعلني منهم، لكن لم يسأل مسكنة ترجع للقلة؛ بل للإخبات والتواضع والخشوع. اهـ

قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد؛ إنا والله ما نقدر على شيء لا نفقة ولا دابة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا. قالوا: فإنا نصبر لا نسأل شيئا. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه

هذا يعارضه ما أخرجه النسائي وغيره عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر، وأعوذ بك من القلة والذلة... الحديث. ويعارضه ما أخرجه مسلم من قوله -صلى الله عليه وسلم- في دعائه: اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر.

***

المصدر

روى ابن ماجة والحاكم وصحَّحه عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “اللهم أحيني مسكينًا، وتوفَّني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين” ورواه الترمذي عن أنس وقال: حديث غريب، أي رواه راوٍ واحد فقط.

وجاء في حديث للترمذي وحسَّنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين”. وروى البخاري ومسلم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجَدِّ محبوسون” والجَدُّ هو الغنى.

هذه الأحاديث تدل على حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمساكين، ويعلل ذلك بأمور:

أولها: مشاركتهم وجدانيًا وتيسير وقع الفقر عليهم، حتى لا يدخل قلوبهم شك أو تطلُّع إلى الدنيا وافتتان بها عن الآخرة، وبخاصة أن أكثر من آمنوا به من المساكين. وأكثر من قاوموا الدعوة كانوا من الأغنياء الجبارين . وفي ذلك دعوة الأغنياء للعطف عليهم.

ثانيها: لفت أنظار الأغنياء إلى عدم الفتنة بالمال. وليس ذلك نهيًا عن جمع المال وإنفاقه في حِلِّه. ففي الحديث الذي رواه أحمد بسند جيد عن عمرو بن العاص: “نِعْمَ المال الصالح للعبد الصالح”.

ثالثها: أن المساكين أقل الناس حسابًا إذا اتقوا ربهم في أعمالهم؛ لأنهم لا يكونون كالأغنياء الذين يحاسبهم الله على نعمه كيف جحدوها وكيف أنفقوها. والمساكين من أجل هذا سيسبقون إلى دخول الجنة، لعدم طول حسابهم على ما في أيديهم.

هذا، وليس المراد من هذه الأحاديث دعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المسْكنة والفقر الماديين، فهناك فرق بين شعور العطف والرحمة على المساكين، والدعوة إلى الفقر، كيف وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يحب الفقر الذي تُذَلُّ به النفس ويُمْرِض الجسم ويُعَوق عن أداء الواجبات ويُغْرى بالسوء؟ كما كان يستعيذ من الغنى الذي يُبطر ويَصرف عن الخير ويدعو إلى الفساد. لقد استعاذ من الكفر والفقر كما رواه أبو داود وقال: “اللهم اقْضِ عنَّا الدَّيْن وأغْننا من الفقر” كما رواه مسلم، وقال أيضا: “اللهم اكْفِني بِحَلَالِكَ عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك” كما رواه التِّرْمذي وحسَّنه. وكثيرًا ما سأل ربَّه العَفَاف والغِنى. والغنى وإن كان يُقصد به غنى النفس فهو أيضًا يُقصد به غنى المال الذي يُعرف فيه حق الله، ويكون وسيلة للعفَّة عن الحرام.

وعزَّة المسلمين لا تتوقَّف على الغِنى المادِّيِّ فقط، فكم من أمم بلغت في الغنى الذِّرْوة فأهلَكَهَا الله لمعصيتها وبُخْلها وشرها.

ومقومات العزة الإسلامية في العصور الأولى كانت تعتمد على القوة في العقيدة والخلق، كما تعتمد على قوة المال، وكان تفوُّقُهم على الدول المجاورة لهم ليس بالمال ولكن بالدين. والدين لا يمنع من المال ما دام يوجَّه للخير.

لا يُقصد بهذه الأحاديث دعوة إلى المسكنة الذليلة، فإن العزة قد تكون مع رِقَّة الحال كعزة المسلمين الأُوَل، والذِّلة قد تكون مع كثرة المال كذلة اليهود بدناءة نفوسهم ورضاهم بالهوان في سبيل الحصول على المال.

ومع كل هذا لا ننسى أبدًا قول الله سبحانه (يا أيُّها الذينَ آمنوا لا تُحرِّموا طيباتِ ما أحلَّ اللهُ لكم ولا تعتدُوا إنَّ اللهَ لا يحبُّ المعتدينَ . وكُلُوا ممَّا رزقكُم اللهُ حلالاً طيبًا واتقُوا اللهَ الذِي أنتُم بِهِ مؤمنونَ) (سورة المائدة: 87 ـ 88)، وقوله (يا بَنِي آدمَ خُذُوا زينتَكم عندَ كُلِّ مسجدٍ، وكُلُوا واشربُوا ولا تُسرِفُوا، إنَّه لا يُحبُّ المسرفين. قُلْ مَن حرَّم زينةَ اللهِ التِي أَخرجَ لعبادِهِ والطيباتِ مِن الرزقِ) (سورة الأعراف: 31، 32).

وأما حديث “إن كنتَ تُحبني فأعدَّ للفقر تَجْفافًا، فإن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل إلى مُنتهاه”، وذلك عندما قال له رجل: إنِّي أحبك، فقال له: “انظر ما تقول” فقال والله إني أحبك “ثلاث مرات” رواه الترمذي وقال: حديث حسن ـ فالمراد به التنبيه إلى عدم الأمن من غدر الزمان (وتِلكَ الأيامُ نداولُها بينَ النَّاسِ) (آل عمران: 140).

وأساليب الامتحان كثيرة، قال تعالى (ونَبْلوكم بالشرِّ والخَيْرِ فتنةً) (سورة الأنبياء: 35) والمؤْمن الصَّادق يتقلَّب في حياته بين الشكر والصبر، فهو في خير دائم كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له” رواه مسلم.

أو لعلَّ النَّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد بقوله هذا لمن يحبه أن يكون مِثْلَه في الزهد في الدنيا وعدم تعلق الآمال العَرِيضة بها، أو يَلفت نظره ألا يكون مثل بعض الفقراء الذين رغِبوا في الإسلام طمَعًا في خير يعطيه لهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كمَن نزل فيهم قوله تعالى (قالتِ الأعرابُ آمنَّا قُلْ لم تُؤمنوا ولكنْ قُولوا أسلمْنا ولمَّا يَدخلِ الإيمانُ في قلوبِكم) (سورة الحجرات: 14).

هذا، والتَّجفاف شيء يَلبَسه الفرس ليتَّقي به الأذى، وقد يلبسه الإنسان.
LihatTutupKomentar